cover.jpg

هبه الشملان

نحن و الوقت

— مايو 2020

في هذه الحياة، الوقت يمضي بشكل لا يصدق، أحيانًا نشعر أن الوقت طويل مَقيت لا ينقضي، تمر بعدها السنوات بسرعة.

نحن على مقربة من انتهاء رمضان، ها نحن مع عوائلنا مغلق علينا هذا الفايروس الذي انتشر فجأة، قطع علينا نشاطاتنا، جعلنا نتفكر بأساسيات الحياة الحقيقية بعيدًا عن الرفاهية والكماليات إلى حدٍ ما، جعلنا نشعر أن الحياة لا تستحق الخلافات السخيفة تلك التي أوصلتنا إلى قطع علاقاتنا. في هذا الوقت تسعد بسؤال أحدٍ عنك، بفرحة أحدٍ لك، بحديث أحدٍ معك.

لم نكن نعلم عن ذلك اليوم؛ فكنا نخطط ونخطط، ولو كنا نعلم لاستعددنا له. لم أكن أعلم في ذلك اليوم الروتيني في الجامعة الذي حضرت محاضراته، تناولت الغداء، والقليل من المجاملات الحياتية، ثم عدت للمنزل، لم يخطر في بالي بأنه آخر يوم تخطوه قدمي للجامعة. كانت ستتاح لي فرصة توديع الأصدقاء والمعلمين، ولكن لم نعلم.. وكل شيء تغير في يوم وليلة.

يجعلنا نتفكر في هذا الشهر العظيم حينما نقصر بالواجبات ونظن أن أمامنا الساعات والأيام والسنوات، كيف ستكون عباداتنا حينما نقوم بها بإيمان كامل على أنها آخر عبادة لنا؟

“وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ” كلٌ منّا مُثقل ولا يوجد أرق من سماحة الإسلام. الذي يعلم أنّ العبد إذا أذنب أو ظلم نفسه أو ظلم العباد معه يجتاحه الضيق فلا تكاد هذه الأرض الواسعة أن تسعه لما في صدره من ضيق وألم وندم من فعلته، هو من يعالج هذا الضيق والألم بفرحته بك؛ حال توبتك وعدم إصرارك.

قابله بفرحته لأنّه يعلم أنّ لا معنى عندك من أي عطيّة إن لم تكن فرحة الله بك وقبوله لك.

وإذا قبلك الله، فقد اغتنيت، وأصبحت تمشي بعزّه؛ لأنّ الذي يعلم هذه الكبائر والصغائر التي اقترفتها يعلم صدق إقبالك؛ فتُقبل بالعمل والإصلاح حتى تلقاه.

نعود قليلًا للنقطة الأساسية “مضي الوقت”، دائمًا ما أكره أن يقال لي ضعي خططك الواضحة، هدف ستصلين له، ونقاطك لوصوله. كنت أكره هذا لأنه من الصعب في كثير من الأحيان مواجهة النفس وتحديد ما تريده فعليًا وليس ما يريده الناس أو توجههم أو توقعاتهم لك، الموضوع ليس سهلًا ولكن… بالفعل يجب عليك وضع خطة.

لأن الوقت يمضي بسرعة لاتصدق، أغمض عينيك وتخيل أبرز ما حصل قبل 3 سنوات، ربما تتذكر وتستشعر؛ لأنها قريبة. بالنسبة لي كانت سنة صعبة نفسيًا ولكن لا أستطيع تخيل مضي 3 سنوات على تلك السنة؛ السنة التأسيسية بالجامعة. والآن أنا خريجة.

حسنًا، ماذا ستحتوي مدونتي؟

إنها مدونة، نادرًا ما أفضل نشر ما أكتب، ولكننا الآن في فترة صعبة لذا يشرع مالا يشرع في غيرها. أظن بأن الجانب الأكبر منها سيحتوي على مشاركات تقنية وترجمات وبعضها تجميع إجابات سبق ونشرتها، والآخر ربما تكون خواطر وأفكار.

وأسأل الله أن يقبلنا ويرضى عنّا ويجعل أجمل أيامنا حين نلقاه….