cover.jpg

هبه الشملان

رحلة الصيف

— يوليو 2021

لكل بداية نهاية. جملة بديهية من ثلاث كلمات، ولكن أجد صعوبة في تقبلها واعتبارها حدثًا بسيطًا عابرا؛ ويعود هذا لتميز من كنت برفقتهم طوال الأربع الأشهر الماضية.

رغد ومرام.. كانتا جزءًا مهمًا من يومي! ولا أنسى بقية المتدربين المميزين. مرّ ما يقارب الثمانية أشهر على لحظة البداية في البرنامج الذي بذلت جهدًا كبيرًا للعمل عليه، والتخطيط له، وإقناع الإدارة فيه وبقبوله.

كان الدافع الصغير جدًا، الذي يقودني للذهاب مبكرًا للعمل بحماس هو أن أجد شخصين مثابرين مميزين ومبدعين مثلهما.

كانت فترة سعيدة وسريعة ولطيفة، تلك المحادثات اليومية العابرة والمواقف المضحكة هي ما ستبقى خالدةً في ذاكرتي ❤️

أتمنى لهما وللجميع التوفيق..

يجعلني هذا الموقف أتفكر في ذهاب الأشخاص وبقائهم، ويجعلني أؤمن أن الحياة سريعة متقلبة؛ لا شيء يساوي الاستمتاع باللحظة الحالية فكل شيء إلى زوال، إنها هي تلك التفاصيل التي رسمت الرحلة..

“كل شيء هالك إلا وجهه” وما كان له يبقى وما كان لغيره إلى زوال

من هذه المواقف، وما حصل بادئ الجائحة وغيرها من فقدان الأصدقاء والبعد عنهم؛ أيقنت تمامًا أن تقلّب الليل والنهار والشمس والقمر بصورة يومية ودعوة الله في كتابه إلى التفكر في آلاء الله وحال الأمم السابقة لم يكن عبثًا. فقد جاء لإقرار المعنى الحقيقي من هذه الحياة وكيف أن الذي قدّر الليل والنهار وأخرجهما بأحسن صورة وقدّر لهذه الشمس فلكًا تجري فيه لمستقر لها لا تتجاوزه صاعدة، ولا تنحدر عنه نازلة، وقدّر للقمر منازل للنقصان بعد تناهيه وتمامه واستوائه، حتى يعود كالعرجون القديم. مستحق للعبادة سبحانه، عظيمٌ عليم حكيم، وأنه جامعٌ خلقه ليومٍ لا ريب فيه؛ ليوفيهم أعمالهم.

هاتان الآيتان تقرّران في النفس أنّ كل شيء إلى زوال كما قال تعالى: لتركبنّ طبقًا عن طبق، أي حال بعد حال. وأن لا خلود لا للسعادة ولا للشقاء ولا أي حال إلا في دار الخلد والقرار. فانظر إلى آلاء الله وانظر إلى انطواعها لأمره، فلا يخرج شيء عن مساره المحدد في هذا الكون إلا بأمره! أرأيت؟ هذا الكون كله وما يحويه من جنود مسخّر لك ليتبيّن لك الحق.

يقول الله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)

أوجدنا الله لعبادته سبحانه، وسهل لنا سبل ذلك “ههو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها” عمارة هذه الأرض بكل صلاح وفلاح؛ مما يندب حين يعين على تحقيق العبودية له سبحانه، أخبر رسولنا الكريم أن أحب الناس إلى الله أنفعهم للنّاس، والنفع يكون في كل شيء لا بصورة معينه وشرطه في رضا الخالق لا رضا المخلوق.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنّ العلماء هم ورثة الأنبياء، والمقصود بالعلم الدين. وأخبر صلى الله عليه وسلم أنّ من يعلّم الناس تصلي عليه الملائكة بل وحتى الحيتان في البحار، لما في العلم من أثر وفضل على عالمه ومتعلّمه ولأنّ نشر العلم متعدّي الأثر، فلا تعلم إلى أين سيصل هذا العلم بعد الإخلاص والإحسان فيه، وقد يبقى إرثًا لمن بعدك إلى يوم القيامة.فالإنشغال خيرٌ من الفراغ.

وهنا حكمة، كيف أنّ الله سبب المسببات حتى لا يكون عبده فارغًا فتتخطّفه الأهواء والملذّات والأخلاق التي لا تنفعه بل تضرّه وتضر سمعته فيُصبغ على قلبه وينجرف عن طريق الحق وعما فيه مصلحة لنفسه ولأهله.

فهل خطّطت ليومك؟ لن أقول حياتك.. هل حرصت ألا يكون كسابقه؟ هل ساهمت بنشر علم أو نفع الناس؟